خالد السعدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خالد السعدي… وتر حزين في قيثارة الشعر...د.حاتم الشيباني

اذهب الى الأسفل

خالد السعدي… وتر حزين في قيثارة الشعر...د.حاتم الشيباني Empty خالد السعدي… وتر حزين في قيثارة الشعر...د.حاتم الشيباني

مُساهمة  علاء السعدي الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:34 pm

خالد السعدي شاعر شاب يعمل في إطار تجربة جديدة فهو يحاول كسر رتابة الأيقاع الشعري فهو يدرك الرحلة الطويلة لشعرنا العربي ويعرف الأنتاج الزاخر لشعراء العربية على مر التاريخ لعلنا نذكر جميعاً ما قاله الشاعر





نزار قباني "إن ما أنتجتة القرائح العربية من الشعر يكفي أن يكون ثيابا لكل سكان الصين "، لهذا يعيش كل شاعر عربي محنهٌ حقيقية كيف يستطيع أن يتخطى شعراء مثل أمريء القيس أو المتنبي أو البحتري أو الجواهري وغيرهم ممن يكاد صوته يغطي مساحة شعرية هائلة وتبدو مقارعته ضربا من العبث أذن نحن حقا بحاجة الى أصوات شعرية جديدة تبعث فينا روح الأمل والتفاؤل فقدم الشكل الشعري لايقف حائلاً في وجه التجديد ، فالتجارب الشعرية الكبيرة لم يحدها شكل معين وانما أعطت فيضا من النتاجات التي تجعلنا نقف منبهرين أمام تلك الألتماعات الفذة والشاعر خالد السعدي يفهم التجدد لا بكسر أوزان الشعر العربي المعروفة وأنما يكون التجدد جماليا على مستوى المضمون الشعري المتمثل في الرؤية الجديدة الشفافة للغة والصور الشعرية المتدفقة والفكرة الأثيرة فأذا كان الشاعر يحمل أوجاع الشعر وأنين القوافي ويسافر بنا الى تخوم الكلمات فالشاعر هنا يفوح ألما وموتا وفجيعة :-
من رحلة الرحل أنفض وجهك التعبا وأنحت زمانا لمن غنى ومن طربا
بهذا الأيقاع المجنح يفتتح السعدي سفر القصيدة فالشعر هنا وطن والوطن شعر ، فمن محنة الوطن تسيل الكلمات دماً ودموعاً وتعباً ، فالشاعر يرسم ملامح وطن سبته الحروب والأحتلال والمحن ، فيدخل الى هذا الموضوع الأثير في معارضة جميلة لقصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري :-

قف بالمعرة وأمسح خدها التربا وأستوح من طوق الدنيا بما وهبا
من هنا ينحدر خالد السعدي لينحت رؤاه الشعرية فيحاول غسل وجه وطن سقط شهيداً ممرغاً بالتراب والدم والوحل :-

أمرر يديك على أوجاعنا فرحاً فكل عمري دمع أثقل السحبا
وكل عمري يا مولاي يا وطني نزف يبلل خد الشعر والأدبا
ولعل الشاعر يخفي هزيمة مرة وأنكساراً مريعاً فهزيمة الوطن وسقوطه مضرجاً بدمه هي هزيمة للجميع فليس الوطن سلعة قابلة للبيع وليس حقيبة نحملها بأيدينا ونسافر حيث نشاء :-

يعلو شرعك والـتأريخ مقصلة للأمنيات …لفجر في السراب خبا
لقد تحول كل شيء الى سراب ، الى ضياع ،الى انحلال وهزيمة ويلتفت الشاعر بخطاب الى وطنه ويعلن رفضه صفقة بيع الوطن :-
سأستظل بنور الله يا وطني حاشا… أبيعك يعني الكون قد قلبا
يحاول الشاعر أن يهرب من محنة الوطن الى محنة الكلمات فهو يعلن حبه لوطنه محاولاً مسح دموعه وكأن خلف كلمات الشاعر أنتماءاً قديماً وعهداً موقعاً بالدم ولكنه خذل وطنه في محنته كما خذله الجميع ولم تبق سوى الكلمات الشفافة التي يحاول الشاعر ان يخفي بها حرجه الغائر ومرارة الواقع، وأذا كان الشلعر يتعلق بنخيل العراق ونهريه وترابه فما هذا الشعور ألا ردة فعل لضياع تلك الرموز، أن المشكلة الرئيسية هنا هي أن الشاعر ينتمي للكلمات ويلوح بالوعود ولم نجد بين كلمات الشاعر ولو بالأيماء الى ان الشاعر يحاول الأنتماء الى فعل أصيل لأننا لم نجد بين مفرداته مفردة واحدةً خارج الهزيمة ، ولم نجدسوى السخط ولم نجد رفظاً أيجابياً يحمل عنفوان فعل ثوري يقلب موازين القهر والأستلاب ويكون في مستوى الكارثة:-

ِأنا أنتماء جذور للعــراق ومــن فناره الشمس ألقت ضوئها الرحبا
أنا أبن دجلة والنايات تعـزفني عند الأماسي…للـعـشاق لحن صبا
أنا ترابـــك قد أنشئـــتني عصــبا وقلت للشــعر …كـن آياته العجبا

يكرر الشاعر الضمير(انا) فهو يحاول أن يؤكد أنتمائه العميق لوطنه ورمز للعمق بالجذور وجدد انتمائه لدجلة ولتراب وطنه وهما رمزان للخلود والبقاء .أن تكرار الضمير (أنا) يجعلني أذهب الى ضياع وأضطراب هذه (الأنا)وشعورها بأنها مقتلعة لا جذور لها فقد وجدت نفسها مفصولة عن جذورها في وطن تبدلت ملامحه بسرعة مذهلة فأنكفأت هذه (الأنا) على ذاتها تدعي الأنتماء للوطن وتخفي في الباطن شكوكاً قويةً في هذا الأنتماء ولعل التكرار يؤكد هذه الحقيقة لأن مسالة الأنتماء الى الأوطان مسألة لاتحتاج الى شاهد ومما يفعل هذه الفكرة ويجعلها حقيقية هو شعور الشاعر بالأثم والدنس لذلك وجد نفسه بحاجة الى التطهير :-



فكان شعري شلالا يطهرني وكان صوتك … حلما دافئاً رطبا

فالشاعر تطهره الكلمات ولا يطهرة الفعل الثوري المتفجر ولابد لنا من أن نشير الى هذا النمط من التجارب التي تحاول التجديد يجب أن تلتفت الى مسألة غاية في الدقة فالأسراف في الكلمات الشفافة المجنحة والأثيرة على حساب الفكرةوعمق التجربة الشعرية قد يؤدي الى تفكك العمل الأبداعي وسطح الصوة الشعرية ويجعلها باهتة لذلك يبدو الألتفات الى هذه النقطة ضروري جداً.

علاء السعدي
مدير الموقع
مدير الموقع

المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 50

https://khalidalsaady.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى