أتظن يا صديقي

**علاء السعدي** الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:35 pm

أتظن يا صديقي
أو لا تظن
نبيل وداي الجبوري*
إلى/ خالد عبد الرضا السعدي بمناسبة التحديات

تمر بك القبائل أيها المتعب الوله

وتنحرك

الأمنيات الكبيرة
في

خطر المسافات صرت ترعى شياه الكلمات
ولامفر

لديك سوى أناقة المعنى
أيها

الطائر الموغل بالرحيل في مسافاتك القصية
تشرب

الأغنيات وتنزع عن معناك معطفه
تبّكر

بالرحيل قبل شروق الرصاصة في جسد الصباح
أو

جسدك
أيها

المورق في المجرات أغاني رباب
أيها

المحلق الوديع
المسرف

في التانق حد انبثاق البؤس
الراكض

المحلق

نحو الريح أبداً بالمكائد والمعابد والمواويل الفارغة
من

سيبحّ صوته قبلا يا صديقي
وكلانا

داهمه الخرس قبل الأوان
قبل

أن نشم خميرة أمنا

وقبل

يا

عنا

لتعرف-
تزف

قناة

خمسة/ملم

والسيارات

أنت

بهذا

ونسيت

ومازال

قرب

ذاكرتك

أتظن2005
خالد السعدي رجل في مؤسسة أو قل هو مجموعة مؤسسات تبتدئ بالأدب ولا تنتهي بالرياضة

　

.إن الكون كله محط انشغاله هو حضارة بدأت مع دخولنا عصر الانترنيت ولقد سبقنا كثيرا في هذا العالم الذي اختصر الأزمنة والعصور والاهم اختصر المكان . رايته في عام 1998 وهو يلقي قصيدة في مهرجان أقامته كلية المعلمين في بعقوبة كان هادئا ثائرا قلت له حينها انك شاعر أو انك مشروع واضح المعالم لشاعر أثارتني طلته الأولى على الجمهور الذي أنصت بانتباه ، بالنسبة لجمهور لا يجيد الإصغاء إلا انه بأدائه الفذ استطاع أن يلفت إليه الانتباه في تلك الدقائق التي علقت به عيون الطلبة والحضور . شعرت في تلك اللحظة بالحرقة لإمكانية أن تندثر هذه الموهبة الشابة حاولت أن أقول له انك كنت مبدعا في إلقائك وصوتك وحضورك وثقت ذلك الإعجاب في أوراق كتبتها في دفتر للشاعر آنذاك ولا ادري إن كان ما يزال يحتفظ بها أم لا ؟كان الشاعر خالد السعدي أنذلك ينوء بحمل ثقيل وألم مريع سببته نتائج الدراسة الإعدادية فقد كان شائعا في تلك الأيام المريرة الاتكاء على دفاتر الطلبة المتميزين بهدف النجاح على حساب الآخرين وكنت اعلم أي شعور يعيشه بسبب ذلك الوضع وقد اعتدنا في العراق أن يشكل تاريخنا برمته معدل الدراسة الإعدادية والى الأبد .كانت ثقافته اكبر بكثير من عمره وثقته بنفسه تمكنه من الإفلات من تعالي الآخرين الذين يعتقدون إنهم قمم لا يمكن تجاوزها واعتقد انه كان أمام تحد كبير كان سببه الإحباط الذي عاشه أنذلك فتحول إلى طاقة إبداعية وجدت في الشعر الذي يعيشه ويتنفسه و لم يرتد الي الطرف وان أبصر خالد يتألق في مجال الشعر والنشر فلم تمض إلا سنوات قليلة جدا حتى يصبح واحدا من ابرز شعراء العراق الشباب انطلاقا من القصيدة العمودية التي أجاد فيها واعتقد جازما انه ما اختار الانطلاق من العمود إلا لتجاوز المحنة النقدية التي كانت تقف عقبة كأداء أمام اي شاعر شاب يسعى لكتابة قصيدة التفعيلة فاختصر خالد الطريق واقفل الأبواب أمام بعض النقاد الذين كانوا يتصيدون في الماء العكر فكتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة ولا أظن إن من الإنصاف بشي ذكر القصيدة الشبابية او ما يمكن تسميتها بالقصيدة التسعينية دون ذكر السعدي .واذا كان الابداع موهبة فان اية موهبة بحاجة الى إدارة وإلا فان مصيرها الاندثار في ظروف كثيرة وهكذا استطاع بجدية المؤمن بالشعر والإنسان أن يؤسس لنفسه إدارة يمكن ان نسميها مؤسسة إدارة الإبداع ذلك إن الأديب العربي لا يجد أية مؤسسة يمكن ان تديم حضوره على واجهة الإعلام ليس ترفا وإنما من اجل أن يكون الإبداع في متناول الجميع ولا اقصد ان يكون تمثيلية درامية بسيطة متابعة من الكل وانما ان يصبح جزءا من نسيج الواقع الثقافي العام وأخيرا وأنا على ثقة بان هذا الشاعر إذا ما أطال الله في عمره دون منغصات فانه لن يكون شاعرا فقط وإنما سيكون له حيزا في حياتنا العامة وهذا ما أتوقعه لأكثر من سبب لعل أهمّ هذه الأسباب انه يؤمن بكرة القدم كما يؤمن بالشعر وبالمعرفة عموما.
القاص والكاتب الصحفي العراقي

: نبيل وداي الجبوري يا صديقي
أو

لا تظن
بعقوبة

بديلا عن ذاكرتي المشطوبة كراج المدينة أو في الحدائق النظرة
نلقي على النساء اشتهاءاتنا

أنت

واهم يا صديقي فأنا استعير هذا الوطن
يسحلني

أو

وراءه أسحله ورائي
دون

إرادة مني
أتظن

يا صديقي حين احن إليك
اذكر

أيامنا القابلة أن تقطع
حبلي

السري عن مشيمتي التراب اذرف حبي مثلا؟ واهم يا صديقي
فمنذ

أن أسقطتني أمي المفخخة
والهمرات

والطائرات الذكية
أتظنني

يا صديقي في لحمتي اكوان من الدم
وعشرين

ألف طن من البارود شبه الجزيرة لنا كم كنا أطفالا منحورين
مذبوحين

بالفاجعة الفجة
والترهات

الإلكترونية دون وداع صديقي من يفتح
أيامنا

على مصاريعها أن نلثم شهقة الأب الراحل