خالد السعدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرثاة الشاعر الشهيد خالد عبدالرضا السعدي كتبته: خالدة بنت أحمد باجنيد

اذهب الى الأسفل

مرثاة الشاعر الشهيد خالد عبدالرضا السعدي كتبته: خالدة بنت أحمد باجنيد Empty مرثاة الشاعر الشهيد خالد عبدالرضا السعدي كتبته: خالدة بنت أحمد باجنيد

مُساهمة  علاء السعدي الأربعاء سبتمبر 23, 2009 12:31 am

من بعدكَ أيّها المتنبي.. كم شاعرًا ستقتلهُ قصيدة..?!


لعلي لا أبالغُ مدحًا إذا ما صنّفتُ برنامج أميرِ الشعراء في أعلى قائمة برامجي المفضّلة، وعلى مدار دورتيه الماضيتين حرصت فيها على متابعته.
دورتان كانتا آصرةً ربطتنا بكثيرٍ من الشعراء، أوثقتنا بهم، كم أربكنا رحِمُ القصيدة، فأوجسنا خيفة من جناية التصويت إثرَ تعلّق واندهاشٍ.. بل وجنون..!، هكذا بالضبط.. كان الشاعر العراقي/ صوتُ القضيّة: خالد السعدي.
مذ وقعت عيني على إعلانِ الوفاة المنشورِ في الملحق الثقافي لجريدة الجزيرة، عزفتُ عن إتمام القراءة، واليوم عندما استعدتُ شيئًا من الجأش رغبتُ في معرفة تفاصيلِ الغياب/ الموت.. اليوم كان لي موعد مع صوته المتواري في أعماقِ الذاكرة.. ذلك الصوتِ الجهوري المتحفّز الثائر وهو يلقي قصيدته الدامية: من تفاصيلِ عشقٍ يوسفي.
يشيرُ الخبر في الجريدة إلى أنّ صوتَ القضيّة، وهو اللقبُ الذي ارتضاه الجمهور للشاعر: خالد السعدي قتلته قضيّته، إذ كان يمرُّ بقرب محكمةِ استئناف الخالص في محافظة ديالي العراقية، فانفجرت عبوّة ناسفة أسلم معها روحه إلى بارئها.. بعد أن أودع روحه الشعريّة في ديوان يتيم: (أوراق زهرة العشرين)، ومجموعاتٍ شعريّة متفرقة لم تطبع بعد.
تراكَ اليومَ يا خالد، كيف تركتَ بلادكَ؟ وكيف هو طعمُ الفزعِ والرحيلِ الأبدي؟
كُلُّ المحبّـينَ في بغـدادَ يُفْزِعُهُـمْ
صُوْتُ الرَّصَاصِ فَكَمْ ضَيَّعْتَ يا بَلَدُ
إِنِّي تَرَكْتُ بِلادِي خَلـْفَ دمعتها
تجَري وَيَكْـبرُ في أَحْـداقِها الرَّمَـدُ
تَركْتُ أمّي تخيطُ الحـُزْن أَدْعـيَةً
ونـَظْرةً مِنْ أبي قَـدْ لَفَّـهَا اللَّحِدُ

هو الفراغ ينبثق الآن بسطوة.. بمرارة.. بعذاب، كما انبثقتِ القصيدة من شفتيكَ يومًا:
شمسي تسافرُ في مـداكِ محدّقة وحقائبٌ روحي لـظىً متدفّقةْ
وأراكِ في وجـعِ المسـافةِ لوحةً للبوحِ ترسمها الأغاني المـورقةْ
خـدّاكِ ما وردُ الحنـينِ نـقاؤهُ عـبقًا يفوحُ كما تفوحُ الزنبقةْ
ويـداكِ دائرةُ العذابِ تحيطُ بي وتـدور حولَ موائـدي متهنّقةْ
مغنايَ طفلٌ.. وانتظاريَ ضحكةٌ قد ضيّعتها الحربُ بين الأروقـةْ
وشذاكِ نبعٌ لاشتـعاليَ يـرتوي من دمـعتي والدمعُ شعرًا أنطقةْ

غريبُ المرافئ.. هكذا رأى نفسه حين شعْر، غريبٌ يعرفُ الانتظار، يعرف الخطا النازفة التي ينجرفُ بها العمر.. ويسيلُ الوريد:
كمِ انْتَظَرتُ وَسَالَتْ كُلُّ أورِدَتِي حِبْراً علَى دَربِيَ المجْنُونِ قَد نَزَفَا
علَى خُطَايَ الَّتي لَمْ تَتَّخِذْ وَطَناً سِوَى رَحيْلٍ إلَيْهِ عُمْريَ انْجَرَفَا

هاتان القصيدتان هما النافذتان اللتان أطلّ منهما صوتُ القضيّة في برنامجِ أميرِ الشعراء، ومع أنّي اطلعتُ على شيءٍ من نتاجهِ الثرّ هنا وهناك، إلا أنّ لهاتين القصيدتين نغمٌ خاص وقد عرفتهما أوّل ما عرفتهما بإلقائهِ العجيب.. الذي يأبى عليك إلا الإنصات.
رحمك الله يا خالد، وأسكنكَ فسيحَ جنّته، كنتَ شاعرًا مؤمنًا بالكلمة، فامتحنكَ الموتُ وفاءً لها، ووفاءً لذلك البلد الذي قلت فيه:
أُحِبُّ أَرْضَكِ يَا عِرَاقْ
وَأُحِبُّ أنْ أَرْسُمَ أَحْلامَاً تَطَالُ النَّجْمَ
وَالغَسَقَ الجَمِيْلْ
وَجَّهْتُ وَجْهِى للنَّخِيْلِ
وَعَقَدْتُ عَزْمِى أَنْ أُسَافِرَ فِى مَدَاكْ
طفْلاً تَعَلَّقَ بَيْنَ دَمْعَاتِ الوَدَاعِ
وَضِحْكَةٍ فَضَحَتْ هَواكْ
يَا مَوْطِنى الأَحْلى الذى مَا دمَّرَتْهُ الحَرْبُ
فِى عِيْنِى ولا عَيْنِ الرِّجَالْ

كتبته: خالدة بنت أحمد باجنيد
18/6/1430هـ
11/6/2009هـ
مرثاة الشاعر الشهيد خالد عبدالرضا السعدي كتبته: خالدة بنت أحمد باجنيد Khalid10

علاء السعدي
مدير الموقع
مدير الموقع

المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 50

https://khalidalsaady.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى