خالد السعدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحبّكِ بغرورِ جدولٍ وحيد بحقلِ وردٍ

اذهب الى الأسفل

أحبّكِ بغرورِ جدولٍ وحيد بحقلِ وردٍ Empty أحبّكِ بغرورِ جدولٍ وحيد بحقلِ وردٍ

مُساهمة  علاء السعدي الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:10 pm

أحبّكِ بغرورِ جدولٍ وحيد بحقلِ وردٍ
لأن الليل يتقدم وأدري أنك تثيرين

ثلاث أوراق وحيدات في الغابة

وأرى أن الظلال ستجعلك أكثر وضوحاً وتميّزاً

حتى أن شموس العالم بأجمعها فيك ترتاح

فيك أنت..

أيتها الممسية ، يا غصن القلب المنير

حين يرتعش الضوء حتّى الثمالة
من غير ما شمس،

فيك أنت يكتمل النهار"

لويس روساليس/شاعر أسباني من غرناطة








أحبّكِ بغرورِ جدولٍ وحيد بحقلِ وردٍ



إلى/ الأميرة المزروعة بين أضلاعي قلباً إلى حبيبتي التي تتهمني بالغرور.



وبعد.. أيتها الغالية أحبكِ، وأعرف بأن حبك كنزي الكبير الذي حصدته ذات صدفة في ذات لقاء عابر، وذات ربيع عابر،وشباب لمّا يعبر بعدًُ،احبك أيتها الغالية على الرغم من المسافات القصية من الضياع والتشرذم والعدمية والاصفرار إذ هكذا كانت الذكرى، وكنت أنا لم أزل كما أنا طفلاً شريداً مهووساً بالأجراس وباقات الورد وهدايا العيد...ربما لأني كنت بحاجة ماسة إلى هدية عيد فاعتقدتك هديتي واعتنقت غرامك ربما لأني يتيم من كل الأقربين في المحيط فتمنيتك أهلي،أهلي الذين تواروا مع الحنين وتنور الطين والبساتين والمواويل الحميمة،أحبك فوق ما يتصوره المتصورون ويؤلفه شعراء اللحظة الحرجة..أحبك كثيراً وقلبي يضرب بسرعة جنونية حين أراك سرعة مسافة أيميل من(بعقوبة) إلى (الصين) وشعاع من عينيك إلى قلبي،أحبك قبل أن تعانق الشمس وجه الخليقة وبعد ان تنفجر في السماوات العلى، أحبك أيتها الغافية بين أهدابي على الرغم من كثافة الرصاص العشوائي المصطفق فوق رؤوس أطفالنا، أحبك أيتها الشجرة التي نقشت فوق أذرعها أول حروف البراءة والحنين،أحبك...أحبك.... أحبك...وكيف لا...؟ وأنا المنشطر منك والمتحد فيك ترنيمة إنسانية أزلية!!وعليه ولأنني مولع بكِ حدّ الهيام والجنون الفريد فعلي أن أشرح لك كيف أصبحت مغروراً كما تتصورين و تتدعين ...عندما نزل آدم u من الفردوس إلى الأرض..تاه نادماً لأنه أكل من تفاحة الخطيئة وكانت حواء تبعد عنه مسافات ومسافات وكان هو وحيداً غريباً كئيباً مستوحشاً الفلاة، فألهمه الله وجهة وادي"منى" حيث التقى حواءه (أم اليشر) فبدأت كرنفلات البشرية ومذ ذاك أحببتك، سيول من الآلام يا أميرتي ومن الحروب الطاحنة جاءت بعد حادثة قابيل وهابيل المفجعة..تلك الحادثة التي علمت بني البشر القتل والظلم والخطيئة بمعناها العاتي الوحشي،وأنا على الرغم من خطيئتي أحبك حباً لا تستطيع الكلمات أن تصفه من عذابه وحنينه وبكاءه العالي،بكاءه الذي ساح على كراريسي مع دم الشهداء الغادين الرائحين في الشوارع المفخخة بعبوات الأسف والحيرة والضياع..عبوات قابيلية تملأ شوارعنا ومحطات القطارات ومواقف الباصات وأعتاب المساجد والحمامات والأسواق والمدارس والبيوتات ورياض الأطفال،لكنني أبقى متعلقاً بثدي الشوق والحب العظيمين،وأنطق بكل ما أؤتيت من عذاب الفراق...أحبك....أحبك...احبك...وأعتقد جازماً أن "أنانا" أمي و"جلجامش" أبي وأنا أبنهما البار المرح المرتبط بحبل الأيمان بالآلهة وأرادتها وعليّ الطاعة وعليك وعلى الناس السلام يا ابنة الرافدين الغالية..وابنة العجلة الدائرة ذات يوم فيه لم تكن البشرية تعرف كيف تطعم نفسها..ولم يكن الغربيون يعرفون كيف يسيرون على الأرض أذْ كانوا يمشون مشي القردة...حسبما أدعى أحد علمائهم الذي قال أن القردة الأولية هم أجداد البشر..بل كانوا يسكنون الكهوف والشقوق والغابات حسبما تشير الأبحاث التي أعلنوها ذات يوم وأنا أشكك بكل ذلك نحن لسنا شعب الله المختار كما يقول اليهود عن أنفسهم ولسنا رسل الموت كما تردد وكالة الأنباء الدانيماركية....نحن يا سيدتي أبناء الحنين والسلام والطين والقصب والبساتين والنهريين العظيمين وزقوراتهما العريقة ..نحن لم نبتكر آلة الحرب لقتل البشرية بل لصلاحها في مسلاتنا الخالدة والدليل لم نطور أسلحة الدمار الشامل كي نهدد الكون ونضرب الحياة بحجة الدفاع عنها...نحن شعب الياسمين والجنائن المعلقة نحن أبناء القلاع التي حمت الطفولة حتى لم تزل مزروعة في قلوبنا ورياض مشاعرنا..نحن يا حبيبتي أحفاد حاملي الورد السيف وألوية المحبة...لذلك علينا أن ندفع ضريبة ابتكارنا الكتابة والقرية المنظمة والمدينة والدولة والعجلة لأن هذه الحشود لا تحمل غير تأريخ الدم...تأريخ تشهد عليه شوارع المدن الفارهة ومحرقة"بلاد الميسوبوتاميا" أنهم يقفون على أبواب الجحيم ليدخلوها غارقين بدم أطفال العراق ونساءه وشيوخه..ولأن يد السومري أو الآشوري أو الأكدي لم تلطخ بدم الإنسانية حملوا عقدهم الهجينة إلينا وجاؤا لذلك عليّ أن أحبك بغرور جدول وحيد بحقل ورد ..وعليّ أن أقف دائماً فوق مكانٍ عالٍ عندما أتلو قصائدي حتى وان تلوتها في معتقلات"التتار"فأني عالٍ متسامٍ فوق أحقادهم..وأن أغصان شبابي سوف تلتف على أعناقهم يوماً لتقتل أحلامهم المريضة بقمع الورد والحب والجمال على أرض"أنكيدو" الأمل والإخلاص والوفاء..أما زلت يا حبيبتي الغالية تصرين بأني مغرور..؟وأن رحلتي السندبادية الأثيرة لم تبدأ إلا بك وبحبك الكبير..هذا الحب العجيب الذي أنهال على قلبي حنيناً وعلى روحي طمأنينةً وعلى محياي بهجةً وسروراً..تروي الأسطورة الإغريقية بأن الله عز وجل في علاه قد خلق الرسل والأنبياء وبعثهم إلى بني البشر على أرضه رسلاً يهدونهم ويخرجونهم من الظلمات إلى النور ..وخلق الملائكة وجعلهم يحفون عرشه العظيم وسماواته العالية وخلق الشعراء وجعلهم معلقين بين الأرض والسماء يعانون عن الإنسانية ويهتفون لطبيعتها، يدافعون عن معاناتها، وأبناءها. ينقلون الوجع الأرضي الإنساني إلى السماء الإلهية، فباركي لي الحزن يا حبيبتي وباركي لي وجعي النهر المتفجر في بوار أعماقي، ودعيني أحلق عالياً في سماواتك طائراً مغروراً بجراحاته ومليئاً بأغاني بني الأرض الشجية ،لعل السماء ترثي لدموعي وعذابي لعل الملائكة تحتوي حنيني لعلك يا حبيبتي تغمريني بضمة عمرها عمر الأرض ...ولعل الله يراني وأنا أحمل أغصان الورد والزيتون لعلياء المحبة الرؤوم.


علاء السعدي
مدير الموقع
مدير الموقع

المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 50

https://khalidalsaady.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى