خالد السعدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بالدمعِ والوردِ نرثيكِ يا أطوار","بالدمعِ والوردِ نرثيكَ يا عراق"

اذهب الى الأسفل

بالدمعِ والوردِ نرثيكِ يا أطوار","بالدمعِ والوردِ نرثيكَ يا عراق" Empty بالدمعِ والوردِ نرثيكِ يا أطوار","بالدمعِ والوردِ نرثيكَ يا عراق"

مُساهمة  علاء السعدي الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:28 pm

بالدمعِ والوردِ نرثيكِ يا أطوار","بالدمعِ والوردِ نرثيكَ يا عراق"
إلى /الشهيدة الحية"أطوار بهجت" التي حملت باقات البنفسج ورحلت..

"أغنية"

وددت لو أني أغني..

أن أصبح زهرةً..

ليدفنني تراب وطني

ليحملني في أذنه فلاح من وطني

ليصغي اليّ قمر من وطني

لتبللني بحار وأنهار وطني..

ليدفنني تراب قلب وطني،

لأنني كما ترى

أنا وحيدٌ دون وطني.

رافائييل ألبرتي/شاعر أسباني معروف






لقد تأكدت الآن يا سيدتي البريئة بأن الموجات التي حملتك بعذابها إلى أقصى السماوات راحت تنثر أذرع الفراشات الأطفال المبتورة وأثداء الأمهات السبايا في وجه البرائة لتقتل كل ما يمت بصلة إلى الورد والساقية وحفيف الأشجار وينابيع الرحمة والإنسانية،لقد تأكدت يا"أطوار"بأن الموت يسكن محطاتنا التي انتظرناها كي تقلنا إلى عالم أقل وحشية من الذي نعيشه الآن..ثم من قال أن الشمس لم تستدر كاستدارة وجهك البهي، أيتها المؤمنة بالطين وبالياقوت المتلألئ فوق جيدك في الجنة العالية..أيتها الأغنية التي رنمتها قيثارة الملائكة بلحن ألهي حنون هزم ضجيج صوت رصاصات أخترقت رأسك الجميل أيتها العصفورة الحزينة في زمن ضوارٍ تقتات مخالبها أجنحة السلام المرفرفة على قلب الحرية المقتول رمياً بالرصاص في وطن يتهم بالخيانة من يعشقه حدّ الشهادة كمثلك يا سيدتي الراحلة إلى حدائق البنفسج.سحقاً لنبوءات المغول التي رمت القنابل الطائفية على مقدسات الطيبين بعد أن أنفجرت بين أهلينا وناثرتهم يافطات عتاب مزمنة ، أطوار لم يعد بأمكان المسافات الطويلة التي فصلتك عن الفردوس إلا أن تستسلم لأغنيات الخلود، لم يعد أمامي ألا أنْ أبكي على قبرك الأخضر، للتوّ حلمت بأنك قد جئت كي تدعينني إلى حفل"زفافك" الكبير على شواطئ دجلة ، للتو رقصت على دبكات "الجوبي" مع أصدقائنا رسل الكلمة والحقيقة ،ففزعت للرصاصات التي أحالت الحلم "كابوساً" والعرس"موتاً " والعراق شهيداً بين أحضانك وعلى بعد خسارات من شبابنا رأيت "عريسك"مضمخاً بدمك ودم العراق الطهور..وصرنا نهتف في الشوارع الملغومة بسيارات الإسعاف المفخخة "بالدمع والورد نرثيك يا أطوار","بالدمع والورد نرثيك يا عراق"..هل تسمعينا يا"أطوار" نحن الماشون وراء جنائز أحلامنا وأفراحنا التي شيعناها بك جملةً واحدةً، أيتها البنفسجة المورقة عند سفح سامراء كيف لهذه الريح الصفراء أن تقتلعك من جذور الحنين؟؟؟ كيف لأكاسيا شبابك أن يغتيل على مرأى من العالم المنكوب بالصمت وسوط الجنرال الأبيض السفاح،الجنرال الذي نحر الهنود الحمر وجاء لينحرك وينحرنا على مذبح الحرية والتضحية يا أبنة الملوية العظيمة والأسوار العالية كيف لك أن تنحني كزنبقة ولا يسعنا غير التنديد عن بعد؟؟؟ أو أن نخاتل طيفك خجلاً من عبارات الحق والحقيقة في وجه الباطل والزيف،سيدتي"أطوار" هل تسمعيني ؟أنا أبن الرصاص والحرب لم يكن بإمكاني إسعافك لأن بندقيتي سلبنيها أحد" جنود المارينز" في "الفلوجة" أو النجف الأشرف"أو في" بعقوبة" فقد خانتني الذاكرة من شدّة كوابيس معتقل "أبو غريب"ودعارة العدوان،وجعبتي خبئتها خوفاً من نميمة جاري عليّ لبضع دولارات، أنا الفارس المنهزم بين الفرسان المهزومين من "الفاو" الى"زاخو"أنا المنكسر وفي صدري ألف طعنة غدر وبين أضلاعي بقايا رصاصات ألغادرين،لم يكن بأمكاني أن أنجدك، لأن" حمورابي" العظيم أصبح دكتاتوراً هكذا تحدث الـــــCNNوأن "أوتوحيكال" لم يحرز أي نصر في تموز على الغزاة كذب التأريخ السومري هكذا تحدثت قناتك العربية، وأن الجنوب لم يكن سومرياً بقدر ما يريده الغزاة أن يكون"مغولياً"أحن إلى "البصرة" و"سيابها" وأهلها الطيبين حنين الإبل إلى ربوع أهلها، وأخاف أن أزورها بلا جواز سفر يؤكد عراقيتي وبأنني من أقليم الوسط،ترى هل سيمنحني الغزاة "فيزةً"كي أزور البصرة وأبكي على أصوات مآذنها و مواويلها عليك عليّ علينا على العراق ...؟؟؟"أطوار"لقد هزمتُ يا أطوار ألم أقلّ لك في أول لقائي بك ومعرفتي بمحياك الكريم بأنني أعشق الحرب وأدب الحرب وعليّ أن أقاتل بكل أرث الرفض الحسيني أعداء العراق؟؟؟؟ كي تبقى البلاد عزيزة والعباد سعيدة في أرض السواد وتبقى السيدات الفاتنات من أمثالك حرات كريمات لا يفك ضفائرهن إلا الحبيب..آآآآآآآآآآآآآآه يا سيدتي الغالية،لقد انكسرتْ نفوسنا قبل سيوفنا، وفقدنا وطنيتنا قبل وطننا، وغاب قرص الشمس وسط غيوم الموت والدخان المتصاعد سحاباً مع الأرواح الشاكية إلى الله ،أرواح أطفال ونساء وشيوخ وشباب يقفون على أبواب السنين وصبايا جميلات كجمالك...كيف لي الآن أن أشرح حزني المتدفق نهراً من الدم والدموع يشقّ صدر النار المشتعلة في صدورنا؟؟؟كيف لي أذاً أن أسجّل قصائدي على الأشرطة الملونة الملتفة في جدائل الصبايا؟؟سيقتتل الجلادون من جديد ويرخصون حروفي وكل ذكرياتي ...سوف يبعدونني قسرياً عن شمس"ديموزا"ويعلقون فوق قميصي لافتة"مشبوه بحب العراق"سحقاً لشرذمة تستبق الموت على الأبواب وتنشر صناعة التوابيت بين الحارات والأحياء والممرات..آه يا شناشيل مدينتي المرتبطة بعصب الروح لشناشيل بغداد والبصرة والموصل وسامراء...هل أقترفنا غير هذا الحب الحميم؟؟؟ كي نبكي أنهاراً وننزف أنهاراً لتمطر السماء رصاصاً أسوداً فوق البيوت وشرفات العذراوات المتشحات بفساتين البرتقال والجلّنار والصفصاف وذكريات الحب الأول المنقوشة على أشجار اليوكالبتوز؟؟؟أنني أرثيك يا"أطوار" ومن كل قلبي وأرثي البلاد ومن كل قلبي وأرثي كل العناوين التي حفظتها ذاكرة طفولتي..شوطيء دجلة الآمنة...البساتين التي زرعتها براعماً كبرت معي قلقاُ وضياعاً...بيوت الطين..أضواء الشوارع المكتظة بضحكات عشاق مدننا ..أرثي النخيل الباكي على أكتاف دجلة والفرات...أرثي العسكريين (ع) وأرثي المساجد والصحابة وأهل البيت(ع) المظلومين في أرضنا والمدفونين فينا..أرثي المنائر المضيئة للقبب الذهبية والخضر والفضية في مغارب الأرض ومشارقها ..لأن في حزنها يختصر حزن آدم(ع) وأبناءه السائحين على أرض الله..وأن في أبتهاجها ضحكة الهضاب والسهول وناطحات السحاب والمراعي والبساتين والجنائن ..ما عاد لي غير هذه الكلمات لقد جردوني يا "أطوار" من كل أسلحتي فلم أعد قادراً على درأ الفساد والقتل من الضواحي والأحياء كما قلت لك سابقاً ...لقد قسموني الى أربعة أقاليم وحكموا عليّ بالحرب الأهلية عبر عصابات الأفيون ودعاة الأعلام الداعر الماوراءه "تل أبيب" وقاداتها المنتشرين في محافظات أهل العراق..العاملين مدراء ظل للتخريب ..أقسم بجدائلك يا"أطوار"وبتربة العراق أعرفهم جميعاً ...وأعرف ما يضمرون لك ولنا وللفرات..أنه وعدهم المشؤوم أطلقوه ذات خيبة من حكامنا البائسين المنبطحين تحتهم من "الخليج" إلى "المحيط"..وصار حرياً بنا أن ندفع ضريبة خديعتنا ببعضنا ...لقد قلت يا"أطوار"اليمامة بأـن الشجر يتحرك بأتجاه جدائل"بغداد" فلم نصدقك ...حتى قصّها ..وانه لم يعد بأمكاننا الا ان نؤبن الشرفاء ويحتفل الخاتلون في منازلهم بالديمقراطية..وندفعك يا أبنة"دجلة" قرباناً جديداً لآلهة القتل التي باتت تختار أجمل الصبايا كي تسفك دمها..أملاً بحريـــــة جديدة يرسمها لنا التنين مع جنرالته البيض.فطيبي عيشاً بين ظهراني التراب..ونموت قهراً فوق أرض مقيدة بالعذاب..!!

علاء السعدي
مدير الموقع
مدير الموقع

المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 50

https://khalidalsaady.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى