خالد السعدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خالد السعدي وقصيدة المحنة....بقلم:ناظم السعود

اذهب الى الأسفل

خالد السعدي وقصيدة المحنة....بقلم:ناظم السعود Empty خالد السعدي وقصيدة المحنة....بقلم:ناظم السعود

مُساهمة  علاء السعدي الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:31 pm

خالد السعدي وقصيدة المحنة....بقلم:ناظم السعود
(رؤيا في ديوان أوراق زهرة العشرين)

بقلم:ناظم السعود

محنتان تتهيمنان على قصيدة الشاعر خالد عبد الرضا السعدي في هذه المجموعة،أولهما محنة القلب وثانيهما محنة الوطن،وهناك عدة مشتركات بين المحنتين وقد تحل الأولى في الثانية وقد تتماهى الثانية في الأولى.

وبرغم الامتداد الزمني الذي تتحرك فوقه القصائد(إذ أن بعضها يعود إلى عقد التسعينيات في حين أن البعض الآخر ينبض بالزمن الراهن) الا أن هذا لم يهشم المهيمنتين اللتان أشرنا اليهما أبتدأ ذلك أن جنوح القصيدة لدى السعدي يتجه أساساً صوب قطب القلب والجوانح والتراكمات الحسية وان جاء مغلفاً بمتون تعبيرية أخّاذة لنقرأ مثلاً:




حطميني..حطمي قصرَ المنى

وأهجريني فبشعري أكتفي

كنتِ لي ضوءاً بهياً ساحراً

ناشراً أعطافه في كنفي

وعلى شرفةِ أيامي ذوتْ

زهرةُ العمرِ...التي لم تتلفِ

وهذا يعني أن الشاعر السعدي قد وصل إلى حافة التعبير الوجداني في علاقةٍ خجلى تستغرق الشاعر بتجاذباتها وأشجانها ما ينزف منه الجهد والحرف:

قد أزهرَ شعري وحروفي

لعيونٍ ذبحتْ كسيوفِ

لامرأةٍ بذرتْ كلماتي..

وصارتْ فصل حكاياتي

غير أن هذه المهيمنة الشعورية تتسع أحيانا مع يقظة اللغة السائرة لتستحيل إلى متون تعبيرية أكثر شمولاً وقدرةً على استيعاب لواعج الأشياء المحيطة :

يا حلوتي النائمة..

سأحرسُ النخيلَ..

وأزرع الجراح والفسائل..

لتطلق البشائر..

بأن لي والناس قلب شاعرْ

وهنا ينجح الشاعر في تحويل المهيمن الأول الى ضفة المهيمن الثاني بمعنى أنه ينتبه بقوة الى الأعاصير التي تخترق الحياة والأشياء بل وذاته أيضاً فيجتهد لتغيير مساره الشعري إلى التحام بالحياة ومجرياتها فيظهر كأنه يسير في مسالك ملغّمة لا بد من الإنتباه اليها ومحاورتها بل والثورة عليها أحياناً:



أمشي..وينزف دربي..بلّ أمتعــتي

للآن نزفي فوق النخل..ما نشفــا

وأنَّ نخلي عراقٌ..والسمـــا رئةٌٌ

مخنوق الغيثٌ..قصّتْ شعرها السعفا

أنا غريبُ المرافي..من يعلـــّلني؟

شواطئُ الأهل تاهتْ لوعةً وجــفا

أنا شراعُ الرزايا ..ألفُ عاصفــةٍ

حطمتها فيّ..حتى خلتُها الصــدفا



والملاحظ أن خالد السعدي لا يستغرق طويلاً في ما أسميه (الهم الشمولي) إلا بصورة متباعدة وكأنها(أنتباهة قلب) يعني أن هناك غلبة للهمّ الذاتي على مساحة قصائد الديوان وربما السبب يعود إلى اهتمام لا شعوري بشجون الذات حدّ الانصهار بها شعوراً وتعبيراً وما يؤكد هذه الخصيصة أن الشاعر لجيء إلى استخدام الضمير الأول أو ما يطلق عليه(ضمير الأنا) بصورة كبيرةٍ بل أكاد أقول مطلقة فهو ترك الضمير الثاني(أنت) والضمير الثالث(هو) وتحصّن بامتدادات الضمير الأول، ومن المعروف نقدياً أن الأديب حين يختار ضمير(الأنا) في نصّه فهذا يعني حالة من الحالتينِ:

-الحالة الأولى:أنهُ واقعٌ في محنة أو عزلةٍ شخصيةٍ

-الحالة الثانية:أو أنهُ فقدَ عزيزاً مهيمناً.

وبهذا يكون استخدام ضمير(الأنا) كحالة تعويضية أو تطمينية لما هو في أسرهِ أو وحشتهِ وأظن أن العالم الذاتي للشاعر خالد السعدي قد أحتوى الحالتين المشار إليهما فهو يكتب القصيدة وكأنه يمتشق سلاحاً وحيداً للخروج من عزلته لمبارزة أعداء حقيقيين أو موهومين واللغة المطواعة ذات الجذور التراثية والصور المعاصرة نجحت في أن تكوّن حقلاً شعرياً مهد بنجاح لظهور(أوراق زهرة العشرين)



بغداد

5/6/2006

علاء السعدي
مدير الموقع
مدير الموقع

المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 50

https://khalidalsaady.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى